إستراتيجيّة جديدة للمقاومة في الحرب البريّة… المفاجآت لم تنته

إستراتيجيّة جديدة للمقاومة في الحرب البريّة... المفاجآت لم تنته

كتب محمد علوش في “الديار”:

كثيرة هي المعلومات المغلوطة والكاذبة المتعلقة بالميدان في الجنوب، وقليلة هي الحقائق والوقائع، فالمواجهات البطولية التي تخوضها المقاومة جنوباً، لا يتم إبرازها إعلامياً بشكل كاف، خصوصاً أن الإعلام العربي والعالمي لا يتعاطى مع أخبار المقاومة بالطريقة نفسها التي يتعاطى بها مع أخبار العدو، فما هو الواقع اليوم جنوباً؟

بحسب مصادر مطلعة فإن الأيام العشرة الأولى للتوغل «الإسرائيلي» في الجنوب، كانت المقاومة تعمل وفق معادلة منع التوغل، وصده لأطول فترة ممكنة، وهو ما تحقق بالفعل بعد تصد بطولي على أكثر من محور، لكنه بنفس الوقت كان مكلفاً على صعيد أعداد الشهداء، فمن كان يقاتل على الخط الامامي كان بمثابة إستشهادي، بسبب حجم الغارات وكثافتها ودور المسيرات، ورغم كل ذلك كان قرار منع الدخول جدياً، فلم يتمكن العدو سوى من التقدم بضعة أمتار لالتقاط الصور ثم العودة الى خلف الحدود، وخلال هذه الفترة تؤكد المصادر أن خسائر العدو تجاوزت الـ 500 إصابة على أقل تقدير.

في الساعات الماضية، بدلت المقاومة بعض الشيء من استراتيجية عملها، تقول المصادر، مشيرة إلى أن المقاومة قررت تنفيذ خطط جديدة تتعلق بالحرب البرية، لا تعتمد بشكل أساسي على منع توغل العدو، بل إيلامه قدر الإمكان خلال تواجده داخل الأراضي اللبنانية.

وتُشير المصادر إلى أنه رغم هذه الاستراتيجية الجديدة التي تتضمن في نقاط معينة استدراج العدو الى الداخل، وتراجع خطوط المقاومين الى نقاط معدّة ومجهزة مسبقا،ً لا يزال العدو يدخل ثم يلتقط الصور ويخرج من جديد، وقد فعل هذا الأمر في أكثر من ثلاث قرى خلال الساعات الـ 48 الماضية، مشددة على أن العدو يُدرك حجم الخطر الذي يُحيط بقواته، إن استمرت بتواجدها داخل الأراضي اللبنانية.

تعمل المقاومة على أكثر من خطّ وجبهة:

– الأولى ترتبط بقوات التصدي على الخط الأمامي، وهؤلاء يقاتلون العدو وجهاً لوجه، يلتحمون مع القوات المتوغلة، ويحاولون التقرب منهم قدر الإمكان لتحييد خطر سلاح الجو، وهؤلاء يعملون ضمن أكثر من مجموعة على كل المحور، وكل مجموعة مكونة من عدد قليل من المقاومين، يعملون في محيط معين وبأسلحة معينة، وينسحبون عندما ينتهي مخزونهم.

– الثانية: متعلق بالمجموعات التي تتولى عملية الاستخبارات داخل الحدود اللبنانية وخارجها، واستهداف تجمعات الجنود «الإسرائيليين» بالقذائف المدفعية والصواريخ قصير المدى، وهذه المجموعات بحسب المصادر تحقق نتائج صادمة للعدو، كونها قادرة على استهداف ما لا يمكن رؤيته بالعين المجردة.

– الخط الثالث: المجموعات التي تتولى إطلاق الصواريخ على صفد ومحيطها والمواقع العسكري على الحدود، وكل هذه الخطوط تقع جنوب نهر الليطاني، وتُشير المصادر إلى أن هذه الخطوط الثلاثة ليست كل ما تمتلك المقاومة على الجبهة.

بالنسبة الى المصادر لا يجب على أحد أن يشعر بإحباط، بحال دخل العدو الى قرى حدودية أو توغل بضعة كيلومترات، فهذا كله يصب في خدمة المقاومين، فهو يسهل عملهم ويقلص حجم الخطر عليهم خلال أدائهم لعملهم.

وتكشف المصادر أن جيش العدو الإسرائيلي بدأ يحشد ويحضر للتوغل من جهة الجولان السوري المحتل باتجاه سوريا، على اعتبار أن هذه النقطة ضعيفة، لكنه سيُفاجأ كما فوجئ في القطاع الغربي والأوسط.

 

 

Exit mobile version