كتب مبارك بيضون
انهارت المفاوضات في القاهرة لذلك عادت إسرائيل الحديث عن جبهة رفح في الوقت الذي استعادت فيه معركةً بين الحروب بضربات جزئية، وليس للمواجهة الواسعة التي من الممكن أن تمتد للتوسع إلى حرب إقليمية أو دولية في المنطقة.
مع العلم أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد إشغال حرب لسبب أولوية الانتخابات وتراجع شعبية الرئيس جو بايدن، مقابل سطوع نجم الرئيس السابق دونالد ترامب.
إضافة إلى أنه لا قدرة لأحد على حرب مفتوحة في المنطقة، إذ إن الأمور أصبحت ظاهرة ولا إمكانية لفتح جبهات على مستوى كل محاور القتال، ولا ننسى أوكرانيا والتراجع الميداني الحاصل، كما تشير التقارير كما حصل بمدينة خاركيف الأوكرانية، إضافة إلى تجنب حرب ممتدة على غرب أسيا، للتفرغ التفرغ لفلسطين كمعركة استراتيجية لم يتمكن نتنياهو من الصمود فيها، وتقديم الحسم السريع الذي يرضي حلفائه في الداخل والخارج، مما أدخل العالم بفراغ كبير لا سيما الإدارة الأمريكية التي تعاني تراجع الثقة بالرئيس بايدن، خاصة مع بدء تشكيل رأي عام مناهض للحرب، بالتوازي مع ثَبات غزة ومحور المقاومة الذي يشكل عامل أساسي مؤثر على كل المجريات، إضافة إلى سهولة استهداف القواعد الأمريكية القريبة من نقاط الاشتعال في منطقة غرب المتوسط.
فضلاً على جبهة لبنان التي تعدّ عامل أساسي في جبهة الممانعة، عبر استنزاف جيش الاحتلال وإشغال جبهته الشمالية درأً للتفرد في غزة، إضافة إلى الرد الإيراني والمواجهة التي ظهرت وأربكت الأميركي الذي لم يكن يعتقد أنها ستكون بمستوى قوة الردع، والتحكم اليمني في مسارات البحر وإشغال العالم بحروف المسطحات التي عززت حضور غزة في السياسية العالمية بالتوازي مع تعزيز حضور المقاومة في كل المنطقة.
أمام هذه الوقائع نجد أن استمرار المقاومة في غزة في الثَّبات يؤدي إلى أنه لا مفر من الاعتراف بالحقوق الفلسطينية والبحث عن مخارج بالرغم من التشنجات الحاصلة، وفي معلومات خاصة، تؤكد على أن لدى إسرائيل معلومات تفيد بأن الأسرى لدى حماس أصبحوا داخل رفح، ويعتقد قادة الكيان أن الضغط على رفح بعملية عسكرية قد يؤدي إلى الإفراج عنهم. مع العلم أن الفشل الاستخباراتي والمعلوماتي لم ينجح حتى الساعة من تحرير أي مختطف على قيد الحياة. مع الاعتبار أن كل ذلك تضييع للوقت حتى إشعار آخر مع مبررات وذرائع تتكهنها الإدارة الأمريكية بسبب الهوس والإرباك لدى جيش الكيان الصهيوني.
ويضيف المصدر، أن استبعاد قطر عن مجرى المفاوضات التي تعدّ شبه متوقفة، والتوجه إلى مصر كبديل عما كانت تقوم به دولة قطر ما هو إلا ضمن لعبة تكشف نوايا خبيثة للجيش الإسرائيلي باستبعادها، والبقاء على تماس مع الجمهورية العربية المصرية، ظنًا منهم أن أي عملية عسكرية باتجاه رفح سيكون من السهل القيام بعملية تهجير إلى داخل الأراضي المصرية، وان يكن هناك بعض المتعاملين مع الكيان لإيحاد أماكن لاستعاب حركة النزوح الذي سوف تكون نتيجة لـِ أي هجوم عسكري على رفح.
ويشر المصدر إلى قيام الجيش الإسرائيلي بوضع خيم في وَسَط غزة لاستعاب أي نزوح في حال الهجوم العسكري على رفح، مع العلم أن كل ذلك، والحديث للمصدر نفسه، يدخل في إطار الفوضى الاستراتيجية وارباك لدى الإدارة الأمريكية وحلفيتها إسرائيل، لأن أي مفاوضات لن تنجح إلا إذا كانت ضمن شروط المقاومة التي تختصر بوقف إطلاق النار وبدء إدخال المساعدات والتفاوض على الأسرى.