أي مُستقبل لسوريا؟

أي مُستقبل لسوريا؟

كتبت فاطمة شكر: 

فرعنةُ “اسرائيل” باقيةٌ في غزةَ ولبنان وسوريا، فبعد أن عاد أبو محمد الجولاني ودخل دمشق من أبوابها المفتوحة بأمنٍ، وأمرٍ من الوالي والإدارة الكبرى في المنطقة، والجلاد “الاسرائيلي” والطاغي المكلف ضرب وإيذاء مقدرات دولةٍ وعاصمة عربية تعتبر عاصمة العروبة، ليتناغم معها التكفيري المتهم بالارهاب والمطلوب، مقابل مبالغ مالية لمن يدلي بأي معلومات عنه لتستبدل مهامه، فيشير ويسهل عمل الاعتداءات على العاصمة السورية، وقصف مراكز استراتيجية حساسة فيها، والدخول الى اراضيها بعد قصفها جواً وبراً من جهات متعددة.

مصدر مطلع أكد أن “البعض اعتبر ان انتصارا قد تحقق برحيل الاسد، وعودة المعارضة الجولانية التكفيرية البغدادية الزرقاوية، ظناً منهم أن سوريا ستكون قلعة العروبة بنكهة المؤامرة التي مورست عليها، لإخضاعها وتمزيق شرفها، فدخلت من ابواب سوريا المفتوحة الى الداخل والعمق السوري، ويتابع المصدر أن ” كل ما جرى يؤكد أن هناك تواطؤا كبيراً من أجل تدمير سوريا دفعة واحدة، ولعل ما يقوم به العدو “الاسرائيلي” وحكومة نتنياهو من قصف مستمر لكل الأراضي السورية خلال اليومين الماضيين، يؤكد وبشكلٍ قاطعٍ أن “هيئة تحرير الشام” ومن يقف معها لن تحمي سوريا أبداً، لا بل دمرتها خلال ساعاتٍ قليلة، اما اميركا “شرطي العالم ” فقد تدخلت هذه المرة بأسلوبٍ ناعمٍ، كيف لا وهي دولة المؤسسات كما تدعي، وهي التي أرهقتنا منذ نشأتها بأنها جاءت للحفاظ على النظام الدولي، هي لم تطلب من “اسرائيل” وقف قصفها لسوريا، لا بل فتحت عينيها نحو اللاعب الجديد “أبو محمد الجولاني”، الذي توقع الأميركيون أن يسيطر على دمشق، من دون أي مقاومة، ناهيك بالتواطؤ التركي ودعمه لهذه، اضافة الى الصمت العربي والدولي والتعاون مع هذه الجماعات وغيرها، من أجل نسف مقدرات الدولة وحقوق الإنسان ، وبخاصة ان كل ما يمتلكه الجيش السوري هو للشعب، وكل هذا التدمير الذي أصاب الجيش السوري، دليلٌ قاطعٌ على الأسلوب الممنهج في تكبيد الضرر وزيادة المعاناة لهذا الشعب، وما التدخلات الناعمة التي مارستها واشنطن ، فهي دولة مؤسسات، ومسؤولة كـ “شرطي العالم”، للحفاظ على النظام الدولي، وعلى الإرث الذي ترتب على نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية.

ويؤكد المصدر أنه” حتى الآن لا احد يستطيع ان يحسم ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية، وإذا كان قد سقط النظام فعلياً في 8 كانون الأول الجاري، أم تم تسليمه من خلال اتفاقيات للجولاني، فالايام المقبلة ستوضح لنا ما جرى، خاصة وأن الخلافات بدأت تظهر في صفوف المعارضة السورية ، ما يعني ان سوريا ذاهبةٌ لا محال الى المجهول، وما النموذج العراقي والليبي الا دليلٌ واضحٌ على ان دمار البشر والحجر وسقوط الضحايا، سيطال كل سوريا من أقصاها إلى اقصاها ولن تستقر هذه الدولة العربية التي عانت الكثير لا بالدماء ولا بالقتل ولا التشريد، أما المراهنون على ايران، فالأخيرة لن تتدخل في الشأن الداخلي السوري، وهي أكدت تكراراً ومراراً أن مصير سوريا بيد الشعب السوري، وهو المسؤول الوحيد عن حفظ امنها وسلامها والجمهورية الاسلامية الايرانية لن تقف أبداً بوجه الشعب السوري وما سيقرّره في المستقبل.

بات واضحاً أننا أمام إرتياح أميركي تجاه المعارضة السورية وسقوط النظام ، كما يبدو ثمة نوايا حقيقية داخل المعارضة السورية، لفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة، آخذة بعين الاعتبار أن الحضور الأميركي في المنطقة، لا يمكن الاستغناء عنه لا في الحرب ولا في السلم.

ثمة قناعةٌ دوليةٌ واقليميةٌ بأن سوريا ما “بعد الأسد ” ستكون دولة منشغلةً بنفسها، فهل ستنجحُ هذه الجماعات بإنشاء دولةٍ قويةٍ بعيدةٍ عن الفوضى والقتل ، خاصةً وان الجماعات التكفيرية قتلت ودمرت وكبدت الشعب السوري الكثير من الخسائر؟ أم أننا سنكون أمام مشهدٍ من الفوضى قد يستنرُ لسنوات طوال! وهذا هو الأرجح …

Exit mobile version