أيها العام الراحل.. ليتك لا تعود
كتب محمد جابر:
يلفظ العام 2024 أنفاسه الأخيرة، ويستعد للرحيل من قاموس زمننا الصعب، سيأخذ معه تلك الصور والمشاهد التي عشناها بأيامها ولياليها وكل لحظاتها، سيغادرنا من دون أن نأسف عليه.
كان هذا العام من أسوأ الأعوام على لبنان والعالم، عشنا فيه تداعيات طوفان الأقصى، غادرنا رجل ولا كل الرجال، السيد حسن نصرالله الشهيد على طريق القدس، ومعه الكثر من قادة المقاومة ورجالها والذين ضحوا بحياتهم بمواجهة قذارة العدوان.
عشنا في العام 24 غارات اسرائيلية استهدفت معظم مناطق لبنان، جمعنا نزيف الدم وتوديع الأحبة الذين رحلوا، شاهدنا الأبنية التي تهدمت ومعها غادرت احلامنا وذكرياتنا، عشنا اللحظات الأصعب، وادركنا أنه لا عام سيكون أسوأ من العام 2024.
لن ننسى ابدا تلك الحرب الاعنف في تاريخ المواجهة بين المقاومة والاحتلال، ولن تخرج من مخيلتنا لحظة وقف اطلاق النار الذي أعاد لنا بعض الأمل رغم عيوبه الكثيرة والخروقات لا تنتهي.
في كل عام كنا نعتقد أن الآت قد يكون الأفضل ، وبتنا نخشى ان تكون اوهام جديدة وان نترحم على العام ٢٠٢٤ كما ترحمنا على ما سبقه، خصوصا مع ظاهرة التوقعات لمدعي معرفة الغيب، والذين يتنافسون على نعينا.
وعشية انتهاء الأيام الاخيرة من هذا العام والاستعداد لعام جديد كل الامل ان نكون على ابواب انتهاء المخاض وولادة جديدة لوطن جديد خصوصا مع تحديد جلسة لانتخاب الرئيس في ٩كانون الثاني ٢٠٢٥.
وبالانتظار نقول لهذا ارحل لا نريد ان نراك، سنعتبرك خارج الزمن، وكأنك جزءا من لاوعينا .
يقول أحد المفكرين “المتفائل، يرى في العام الجديد صفحة بيضاء جديدة، نكتب عليها أمنياتنا، والمتشائم، يرى فيه صفحة من العمر انطوت”، فلنحمل معنا التفائل لعل وعسى أن تكون السنة الجديدة أفضل من سابقتها.