تحت عنوان “القضاء على التمييز الصحي لدى الناجيات من العنف الأسري”، أطلقت النجمة الأميركية والسفيرة الأممية أنجلينا جولي صرخة طالبت فيها المجتمع الدولي بمنع التمييز العرقي فيما يتعلق بحق الحصول على الرعاية الطبية.
جاء ذلك في “مقال رأي” للنجمة الأميركية نُشر في “المجلة الأميركية للتمريض”، أمس الأربعاء، تحدثت فيها عن رأيها بهذا الموضوع على خلفية تجربة شخصية تعرضت لها ابنتها “زهرة”، أثيوبية الجذور، حين فشلت ممرضة بتحديد نوعية العلاج اللازم للكدمات بسبب لون بشرتها، واعتبرت الممثلة والأم لـ 6 أبناء من عرقيات وجنسيات مختلفة، أن الأبحاث الطبية والصور والتدريب تستمر في التركيز على أصحاب البشرة البيضاء، وليس على طريقة ظهور الإصابات بشكل مختلف لدى المرضى من ذوي البشرة الداكنة.
وأردفت أنه نتيجة لذلك، غالباً ما يفقد المهنيون الطبيون، بما في ذلك الممرضات والأطباء القدرة على تمييز إصابات وقعت على أجساد أصحاب العرقيات غير البيضاء، مشيرة إلى أنها كأم لأطفال من أعراق متعددة، رأت كيف يتم تشخيص الأطفال الملونين بشكل خاطئ، ما قد يعرض صحتهم للخطر.
وبحثاً عن حلول، ذكرت في رسالتها أنها زارت مختبراً للطب الجنائي للدكتورة كاثرين إن سكافيد لفهم أفضل أحد الحلول التكنولوجية المتعددة التي يتم تطويرها للكشف عن الكدمات.
وأوضحت أن هذه التقنية تنطلق من تمرير “ضوء يدوي بديل” على جلد المريض فتظهر الكدمات غير المرئية للعين المجردة بألوان صفراء وبنفسجية على الجلد، وهذه التقنية أكثر فاعلية بما يصل إلى خمس مرات في الكشف عن الكدمات من الضوء الأبيض، حتى أربعة أسابيع بعد الإصابة.
وبالنسبة لضحايا العنف عموماً والأسري خصوصاً، فإنه غالباً ما تكون الكدمة دليل لا يقبل التأويل عن العنف والاعتداء، وتسهل الطريق للوصول إلى الحماية القانونية والعلاج الجسدي والنفسي، وهو ما يعني أن دور مهنيي الرعاية الصحية بالغ الأهمية، وفق مقال جولي.
ومن دون استخدام أفضل التقنيات المتاحة للكشف عن الكدمات، يكون الناجون من سوء المعاملة من ذوي البشرة الملونة في وضع غير مؤاتٍ في تحديد إصاباتهم وتوثيقها بشكل صحيح، ويكونون أكثر عرضة لسوء المعاملة، ولديهم فرصة أقل في الحصول على العدالة أو الرعاية الطبية.
واعتبرت جولي في مقالها أن التحيز العنصري في جمع أدلة الطب الشرعي ليس سوى جانب واحد من القضايا المجتمعية الأكبر بكثير، والتي تؤدي إلى عدم المساواة في الرعاية الصحية والنتائج الصحية المتحيزة عنصرياً.
وأوردت حالة شخصية عايشتها مع ابنتها “زهرة”، مشيرة إلى أن الممرضة لم تكن على دراية واضحة بنوعية العلاج اللازم الحصول عليه بسبب لون البشرة الداكن، رغم نواياها الحسنة، لذلك حان الوقت لتبني حلول جديدة.