أميركا راغبة بوقف النار قبل 5 تشرين… هوكشتاين يحمل معه مطلب «إسرائيل»… ويُعيد إحياء ورقته القديمة – الجديدة!
كتبت جويل بو يونس في “الديار”:
فيما يتخبط الشرق الاوسط على مشارف حرب قد تكون اقليمية، وسط ترقب العالم لموعد الرد «الاسرائيلي» على الضربة الايرانية، وعلى وقع اعلان حزب الله دخوله مرحلة المواجهة التصعيدية بعملياته ضد «اسرائيل»، لم تكن آخرها محاولة استهداف منزل رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتانياهو، يحط الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين اليوم في بيروت، بعدما كان اعلن قبل يوم بانه سيزور لبنان في المستقبل القريب جدا.
زيارة هوكشتاين في هذا التوقيت بالذات، وقبل اسبوعين من موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية التي يعوّل عليها اللبنانيون، علّ هذا التاريخ يكون موعدا فاصلا باتجاه معرفة وجهة الصراع في الشرق الاوسط ومعه مستقبل لبنان، في ظل ارتفاع وتيرة العدوان «الاسرائيلي»، طرحت اكثر من سؤال حول هدفها وماهية الرسائل التي قد تكون بجعبة الموفد الاميركي ،لنقلها للمعنيين في بيروت.
المعلومات من مصادر موثوقة مطلعة على الجو الاميركي ، كشفت بان زيارة هوكشتاين ليست لتمرير الوقت الضائع حتى الخامس من تشرين الثاني ، انما هي محاولة جديدة لجس النبض حيال امكان وقف اطلاق النار. وتشير المصادر الى ان هوكشتاين سيزور بيروت حاملا معه مطلب «اسرائيل» لوقف اطلاق النار، اذ سيحاول ان يستمع من المعنيين بلبنان، اذا كان حزب الله بات بعد كل هذه الضربات مستعدا للسير بما هو مطلوب، توصلا لوقف اطلاق النار.
وعن مضمون ما يمكن ان يكون هوكشتاين آتيا به، بعدما كان اعلن باكثر من مناسبة بان المطلوب تنفيذ القرار 1701 + ، اي مع اضافة تعديلات واضافات عليه، كشفت اوساط مطلعة بانه وعلى عكس ما يعتقد البعض ، فورقة هوكشتاين القديمة التي كان يناقشها سابقا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لم تمت، وليس صحيحا انها باتت من الماضي، انما ستشكل المنطلق الذي سيناقشه اليوم هوكشتاين في محادثاته، سواء مع بري او ميقاتي. علما انه ضمن المواعيد المحددة ايضا، فهناك لقاء سيجمع هوكشتاين بقائد الجيش العماد جوزيف عون، من دون استبعاد ان يتطرق الموفد الرئاسي لوجوب تمرير الاستحقاق الرئاسي اليوم قبل غد.
وبحسب الاوساط، فالوسيط الاميركي الذي سيعيد احياء الديبلوماسية ومسار الحراك السياسي، في لحظة ظن الجميع انها متوقفة، لا بل مجمدة حتى الخامس من تشرين الثاني، سيشدد على وجوب تطبيق القرار 1701 كاملا ، مع اضافة ما كانت تطالب به «اسرائيل» سابقا، وهو تراجع قوات الرضوان اي حزب الله لمسافة بين 8 الى 10 كلمترات ما وراء الليطاني، ما يمنح «اسرائيل» ضمانا لامنها مع انتشار الجيش اللبناني ، مشيرة الى ان هذا المطلب ليس بجديد، انما سيعود الكلام بشأنه اليوم بعدما كان حزب الله سابقا عبر بري، يرفض تماما التراجع ولو كلمترا، باعتبار ان التراجع خلف الليطاني، يعني القول لاهالي هذه المناطق وهم من حزب الله اخرجوا من ارضكم. مع الاشارة الى ان القرار1701 الذي تبناه مجلس الامن في العام 2006 دعا حينها إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق الفاصل بين لبنان و”إسرائيل» ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلّحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية، وقوات حفظ السلام اليونيفيل.
وفي هذا السياق ، لا تخفي اوساط ديبلوماسية نية ورغبة «تل أبيب» ونتنياهو المزهوّ بانتصاره على حزب الله ، كما يزعم، بتوسيع نطاق عملها العسكري والأمني لحدود نهر الأوّلي، غير مستبعدة ان تطرح هذا المطلب كشرط في اطار اعلاء سقوف التفاوض، في محاولة لانشاء منطقة خالية من السلاح يشملها القرار 1701 المعدّل، لتشمل الأولي بدلاً من الليطاني.
على اي حال وبانتظار ما قد تنتج عنه زيارة هوكشتاين، التي تعتبر الاولى له منذ تصعيد العداون «الاسرائيلي» على لبنان، والسادسة منذ 8 اوكتوبر العام الماضي ، يشير مصدر موثوق الى ان هذه الزيارة والتي ترى فيها مصادر مطلعة على جو الثنائي، انها ستكون حاملة للرسائل والمطالب «الاسرائيلية» بطريقة منحازة «لاسرائيل»، تأتي لتؤكد بان الاميركي وعلى على عكس تحليلات كثر، يحاول وهذه المرة بشكل جدي ، على اعتاب الاسابيع الاخيرة من معركة الرئاسة الاميركية، العمل على حل يضمن مصلحة «اسرائيل»، لجهة تأمين استقرار على الحدود ووقف لاطلاق نار وعودة لمستوطني الشمال من جهة، ويستفيد منه لبنان بالوقت ذاته. لكن الافادة الاكبر تكون لادارة بايدن، في حال نجح هوكشتاين من شأنه ان تقرّشها كامالا هاريس يوم الخامس من تشرين، علما ان كل الاجواء توحي بانه رغم كل الحركة الديبلوماسية عبر زيارة هوكشتاين، الا ان نتانياهو لن يهدي بايدن فوزا وورقة، قد تطيح من حظوظ ترامب المرتفعة اليوم في السباق الى البيت الابيض.
وبالانتظار، فان رهان حزب الله الوحيد اليوم هو على الميدان، بمعركة بدأت تأخذ منحى تصعيديا بامتياز ، تصعيد من شأنه ان ترتفع وتيرته اكثر فاكثر حتى 5 تشرين، والاكيد ان الديبلوماسية لن تتغلب على لغة الميدان الآن، ولن تؤدي لا الى وقف لاطلاق النار ولا الى رئاسة لبنانية، علما ان هوكشتاين سيحاول تمرير رسائل تحذيرية لحزب الله عبر بري تفيد بما معناه: «اقبلوا اليوم بما قد يصبح مستحيلا غدا»!