نعمت حيصون
في خضم الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان وبظل الظروف القاسية التي باتت تهدد أكثر من نصف الشعب اللبناني والتي ادت الى إتساع رقعة الفقر وفقدان لمقومات الحياة الاساسية الى جانب فرص العمل الصعبة بمختلف المهن والاشغال على وقع الأزمات المتراكمة والمتداخلة في البلد،وانتشار الأمراض القاتلة وغياب العناية الصحية مما أدت إلى ارتفاع نسبة الوفيات.
وأمام هذا الواقع الأليم يعيش أطفال لبنان في كنف الأزمات القاسية والمؤلمة على الكثير من الأسر اللبنانية،وتحت وطأة قسوة الظروف وصعوباتها لتأمين مقومات الحياة الطبيعية يضطر الأطفال في لبنان إلى هجرة مرحلة الطفولة والخروج للعمل في الشارع والمعامل والمحلات والمحطات….و..و..لمساعدة أسرهم ليكسبوا ما يكفيهم للبقاء على قيد الحياة اذ يواجهون الإستغلال التجاري من قبل اصحاب العمل والعنف ناهيك عن خطر الاعتداء الجسدي واللفظي الى جانب المعاناة الصحية من سوء التغذية ونظراً لتدهور الحالة الاقتصادية والاجتماعية السيئة جداً التي تعصف بالبلاد وسوء الاوضاع الماليه بالدّخل،التعليم،الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية تتزايد اعداد الاسر الذين يعيشون تحت خط الفقر،إذا لم يستطيعوا تأمين حجاتهم الأساسية.
الكثير من الاطفال تركوا دراستهم واتجهوا الى العمل وهم يحملون همومهم والآمهم ويتحملون مسؤوليات أكبر من عمرهم بكثير من اجل لقمة العيش وسترة الحال فقط.
واشارت دراسة اعدتها لجنة الامم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي اسيا الاسكوا عن تضاعف نسبة الفقراء من سكان لبنان لتصل الى٧٤./٠ عام ٢٠٢١ بعد ان كانت ٥٥./٠ سنة ٢٠٢٠ وهذة الازمة الإنسانية يجب معالجتها لتقليص فجوة الفقر في المنطقة لتأمين الحماية الاجتماعية والأمن الغذائي لتفادي فقراً متعدد الأبعاد ومن ناحية أخرى تتسع الفجوة بين اطفال الفقراء واطفال الاغنياء،فمن ينام جائع على وجبة واحدة طوال اليوم ومن ينام في نعيم غير مدرك للجوع اصبح الفرق شاسع بين اصحاب الثروات والمعوزين.
والمؤلم والخطير ظاهرة زواج الفتيات القاصرات في أوساط العائلات الفقيرة لتخفيف الأعباء الأقتصادية عن الاسر الفقيرة او تحت مسمى الاعراف والتقاليد وفرض اعمال شاقة تهدف لخدمة الرجل وتشبيع رغباته وطمعهم بالمال دون النظر الى المخاطر الصحية والنفسية للفتاة القاصر التي تمارس عليها وحرمانها من طفولتها البريئة بدلاً من اللعب بدميتها وممارسة طفولتها الطبيعية بالاضافة لإقدام اغلب الفتيات القاصرات على الانتحار بسبب العنف الجسدي واللفظي للهروب من هذا الواقع المؤلم،وما بين الفقر والحرمان يتعرض الاطفال لأسوء الامور التي تمس بكرامتهم وطفولتهم وحقوقهم الاساسية مما يدفعهم للانعزال او الانحراف المرافق للضياع ونتيجة لذلك تزيد مخاطر تعرّض الأطفال للتدخين والسلوكيات الجنسية الخطرة،الكحول،والمخدرات الطامة الكبرى والسرقة و….. وصولاً للانتحار ..
للأسف واقع مؤلم ومرير ذلك الذي يعيشه الأطفال في لبنان.
فمن المسؤول عن انقاذهم من براثن الفقر ومواجهة هذة الآفة؟