انخفضت أسعار الذهب مجدداً بعد تسجيلها أكبر خسارة يومية منذ ما يقرب من عامين، مع تراجع المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مما أدى إلى تقليص الطلب على المعدن الذي يُنظر له كملاذ آمن، جنباً إلى جنب مع مراقبة المستثمرين للإشارات التي تدل على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يخفض أسعار الفائدة قريباً.
تلاشت المخاوف بشأن تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران أمس الاثنين، حيث قللت طهران من تأثير وأهمية الضربة الأخيرة التي شنتها تل أبيب، قائلة إن إسرائيل تلقت “الرد اللازم في هذه المرحلة”.
يركز المتداولون الآن على البيانات الاقتصادية الأميركية المقرر صدورها هذا الأسبوع، بما في ذلك مؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيعطي مزيداً من الدلائل حول مسار السياسة النقدية. وتحول صناع السياسات بشكل متزايد إلى التشدد بشأن توقعات أسعار الفائدة في الأسابيع الأخيرة بعد سلسلة من تقارير التضخم القوية.
ومع مواصلة خفض الأسواق لتوقعات التيسير النقدي هذا العام، قد يضطر المعدن النفيس إلى التأثر سلباً بتوقعات بقاء أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول، وهو السيناريو الذي يشكل عادة رياحاً عكسية للذهب الذي لا يدر عائداً.
• مشتريات البنوك المركزية تدعم الذهب
لكن ورغم انخفاض الأسعار، لا يزال الذهب مرتفعاً بنحو 12% منذ بداية العام، مع تسجيله مكاسب مدعومة بمشتريات البنوك المركزية والطلب القادم من آسيا، وخاصة الصين. وارتفع المعدن رغم صعود العملة الأميركية وعائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات. وستراقب الأسواق أيضاً موجة من مزادات بيع السندات الأميركية هذا الأسبوع، مما قد يختبر شهية المستثمرين.
قال ريتشارد غريس، كبير محللي العملات والاقتصاد الدولي في شركة “آي تي سي ماركتس” في مذكرة بحثية: “شهد تراجع التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط بعض عمليات جني الأرباح، ومن المرجح أن يكون هناك بعض البيع التكتيكي على المكشوف بالنظر إلى الارتفاع الأخير في أسعار الذهب”.
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.9% إلى 2307.19 دولار للأونصة في تمام الساعة 9:51 صباحاً ببورصة سنغافورة، بعد تراجعه بنسبة 2.7% يوم الاثنين. ولم يشهد “مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري” تغيراً ملحوظاً. فيما هوت أسعار الفضة بعدما هبطت 5.2% في الجلسة السابقة. وانخفض البلاديوم والبلاتين كذلك.
المصدر:بلومبرغ