أسد شهداء الإعلام المقاوم
كتب د حسن أحمد حسن:
سيدي الشهيد الحاج محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله… لروحك السمحة الطاهرة نستمطر شآبيب الرحمة، ولمقامك الرفيع نقف بخشوع يستحقه شخصك الكريم بعد أن غادر دار الفناء بعينَّي صقرٍ عشق السماء فامتطى شفقها الوردي حصاناً استعار جناحي الوفاء واليقين إلى روضة الشهداء القديسين، وقد ارتقوا زرافات ووحدانا إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر…
إيهٍ أيها المقاوم الأشم الذي أنعم الله عليه بقوة الكلمة ومتانة التراكيب وحجة الإقناع الممزوجة بكل تواضع الأنقياء، وكل كبرياء الأوفياء وحملة الرسالة الأمناء الذين استهزؤوا بالموت وهم يرونه بأم العين فاقتحموا بواباته بلا وجل أو تردد، وكيف يخشى من أعاروا جماجمهم لله، وقرنوا القول بالعمل الذي يسبقه أو يواكبه، فكانوا حجة على العالمين… وعدوا فصدقوا، وعاهدوا فأوفوا، وعندما نادى الواجب المقدس كانوا طليعة الملبّين لأداء هذا الواجب وعلى شتى الميادين وساحات الشرف والبذل والعطاء…
سيدي الشهيد المقدس! لَكَمْ أدمى قلبي خبر رحيلك، ولَكَمْ آلم قلوب جميع أصحاب الأقلام المقاومة وحملة الرسالة الإعلامية الناطقة بالحق ونهج التبيين حفاظاً على النور الذي يسعى أعداء الله والإنسانية لإطفائه، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.
نعم آلمنا الرحيل وإن كان متوقعاً، فلقد كان الشهيد العفيف النظيف الوفي الأبي صوت سماحة سيد العشق بعد رحيله، وكان حاملاً للرسالة الإعلامية بكل كفاءة وأمانة وإخلاص وتفانٍ ووفاء، وما يخفف ألسنة اللهب التي تلفح الروح أن الشهادة كانت الأمنية الأولى والأهم لدى أولئك الأبرار الذين أدوا ما عليهم، وكانوا وسيبقون الأنموذج الأنقى والقدوة والسيرة العطرة التي تتفاخر فيها الأجيال…
كل الكلمات ثكلى، وكل أوجه البلاغة لا ترقي إلى أسوار خميلة الشهداء القادة، فكل الأرزاء والمصائب تبقى أقل مما عشناه بعد ارتقاء سماحة الشهيد الأقدس سيد شهداء المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله طيب الله ثراه، ولن نقول إلا ما يرضي الله ورسوله: لله ما أعطى ولله ما أخذ، فسبحان الحي الدائم بعد فناء خلقه…
ستبقى صورتك مطبوعة في الوجدان وحنايا الروح يا شهيدنا المقدس الحاج محمد عفيف رضوان الله عليه، وسيبقى طيفك رفيق أجفان محبيك ما بقي في قلوبهم نبض، فلطالما كنت الأخ والقائد الإعلامي الذي واجه إمبراطوريات الكذب والدجل والإفك والعدوان، ومع كل إطلالة كنت تعصف بسردياتهم الإبليسية وتجعلها وأصحابها كعصف مأكول…
نعم ستبقى إطلالاتك ملهمة لعشاق الإعلام المقاوم لاقتفاء الأثر، والاستمرار في النهج بثقة ويقين وإصرار على تأدية الرسالة الإعلامية كما يجب أن تُؤدَّى.
نم في عليائك قرير العين، فشخصك الكريم سيبقى حاضراً بيننا بهدوئك ووقارك… بحضورك وإطلالاتك… برباطة جأشك وأعصابك الفولاذية التي شددت بها عصب كل الإعلاميين الشرفاء الأحرار في المحور المقاوم على امتداد جبهاته ومسارح عملياته… بيقينك المطلق بالنصر الحتمي القادم مهما بلغت التضحيات وارتفعت كلفة الدماء دفاعاً عن الكرامة والعزة والشمم والإباء.
أصدق التبريكات لحزب الله قيادةً وكوادر وفي جميع ميادين البذل والعطاء، وأحر التعازي القلبية لأسرة الشهيد وأهله وذويه ومحبيه، ولجميع عشاق الكلمة الصادقة، والعاطفة الإنسانية الراقية الشفافة المؤمنة بحق المظلومين في رفض الظلم ومقاومته بكل السبل المتاحة، وفي مقدمتها الإعلام المقاوم الذي كان الشهيد المقدس الحاج محمد حبيب أحد أهم بناته ومؤسس مدرسته التي بقي خريجوها جنباً إلى جنب مع بقية المجاهدين في خطوط التماس والاشتباك والمواجهة ضد أعداء الله والإنسانية.
تغمدك المولى بواسع رحمته، يا سيد شهداء الإعلام المقاوم، وأسكنك فسيح جنانه مع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.