أزمة تواجه “تيك توك” بسبب معلومات خاطئة عن خصوبة المرأة
يواجه تطبيق “تيك توك” الصيني اتهامات بالترويج لمعلومات طبية وغذائية خاطئة عن الخصوبة، من خلال السماح لمنشئي المحتوى بتقديم وعرض معلومات مغلوطة ومشكوك في دقتها.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية في تقرير لها أن كثيراً من منشئي المحتوى على تطبيق “تيك توك” يدعون خطأ أن “شاي الأعشاب والقراءات النفسية يمكن أن تعزز فرص الحمل”.
وبحسب التقرير، فإن بعضاً من الاقتراحات الصوتية المشكوك فيها التي تتم مشاركتها على المنصة، والتي تشمل أيضًا تناول الأناناس، لا تدعمها الجهات الصحية في بلدان عديدة.
وجمعت المشاركات المنشورة حول اتجاهات الخصوبة أكثر من مليار مشاهدة، مع اكتساب “المؤثرين في الخصوبة” – الذين ينشرون الادعاءات – عشرات الآلاف من المتابعين.
وتقول الصحيفة في تقريرها إنه في كثير من الأحيان يقوم أولئك المروجون للمعلومات المغلوطة حول خصوبة النساء وما يتعلق بها بالإعلان تجارياً عن منتجاتهم الخاصة.
ورغم أن اقتراحاتهم قد لا تكون بالضرورة خطيرة، إلا أن الخبراء يحذرون من أنهم يعطون الأمل بشكل خاطئ للمرأة، التي يمكن أن تكون على استعداد لتجربة أي شيء في سعيها لإنجاب الأطفال.
وادعت الشركة المالكة للتطبيق أنها لا تسمح للأشخاص بنشر معلومات طبية خاطئة يمكن أن تسبب الضرر. ومع ذلك، جادلت بأن المنشورات التي تم الإبلاغ عنها بواسطة الصحيفة “غير طبية” لذلك لا يجب أن تكون دقيقة.
وقالت البروفيسور جويس هاربر عالمة الإنجاب في جامعة كوليدج لندن: “ما يزعجني حقًا هو الأشياء التي يبيعها الناس. قم بإجراء اختبارات الهرمونات هذه، واحصل على هذا المكمل”.
وأضافت: “المشكلة الكبيرة هي أن الكثير من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي ليسوا باحثين طبيين يقومون بهذا العمل بالفعل، فالكثير منهم مؤثرون من خلفيات متنوعة. يقوم الكثير منهم بعمل رائع ولكن بعض المعلومات ليست صحيحة علميًا”.
وشددت على أن “الكم الهائل من المعلومات المتضاربة يمكن أن يجعل من الصعب على النساء اللائي يعانين من مشاكل الخصوبة معرفة النصيحة الصحيحة”.
وعلى “تيك توك” وحده، حصدت المنشورات التي تحتوي على وسم #ttccommunity، والتي تعني “محاولة الحمل”، أكثر من 1.3 مليار مشاهدة.
وفي الوقت نفسه، حصل وسم #eggretrieval بمعنى “استرجاع البويضات” على أكثر من 50 مليون مشاهدة، ووسم #unexplainedinfertility، ويعني “العقم غير المبرر”، 11.4 مليون مشاهدة.
ويروج بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لشاي الخصوبة بأدلة قصصية على أنه ساعدهم أو ساعدهم صديق.
وكشفت دراسة استقصائية أجرتها الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد (RCOG) أن 76% من 1000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و 65 عامًا لم تكن متأكدة مما إذا كانت معلومات الخصوبة التي واجهنها محايدة وغير متحيزة.
وأشارت نتائج الدراسة ذاتها إلى أن ما يقرب من ثلثي النساء المشاركات في الاستطلاع شعرن بالإرهاق من الحجم الهائل للمعلومات الموجودة هناك.
يقول الخبراء إن هذه المعركة ضد المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي تضاف فقط إلى التحدي الصعب بالفعل المتمثل في صراعات الخصوبة.