أخبار خاصةالاخبار الرئيسيةمقالات

أحلام متناثرة.. على حافة وطن جديد

أحلام متناثرة.. على حافة وطن جديد

كتب محمد جابر:

يعيش اللبناني اليوم على وعود كثيرة، تدغدغ أحلام الشباب بزمن أفضل قادم يحاكي ما جرى في 17 تشرين 2019، رغم استمرار الصراع السياسي بين قوى مختلفة لكل منها أجندة مرتبطة بدولة إقليمية، والتعايش بينها يبدو صعبا إن لم نقل مستحيل.

صراع بين الوهم والحقيقة، وقراءة لما حصل في الماضي من تطورات، جعلت لبنان يدخل في مرحلة جديدة لها ما لها وعليها ما عليها، وقد تكون مقدمة لبداية حل اذا استطعنا التعاطي مع تداعيتها.

قد لا يطلب المواطن العادي أكثر من تقديمات اجتماعية من طبابة وتعليم وكهرباء وتوفر قدرة شرائية ومكافحة الغلاء والاحتكار، وهي بالأساس حق من حقوق أي انسان في أي دولة، ولكنها تحولت في لبنان إلى أمور أساسية لأنها انقرضت بسبب الصراع السياسي والطائفي الذي ساهم في تهميش كل الطبقات، فإنتصرت الطوائف على حساب المؤسسات.

ويدور جدال في لبنان حول سلاح المقاومة، في ظل توجه الجميع لتطبيق متطلبات وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، والجدال الحاصل وقع في خطأ كبير، وهو أنه يعالج النتائج ويترك الأسباب، فسلاح المقاومة وجد في الأساس نتيجة وجود احتلال وهو ناتج عن تراكمات قديمة تعود للعام 1948 حينما حصلت النكبة، واصبح الإحتلال الاسرائيلي امرا واقعا يمارس عدوانية يومية.

البعض يريد حل مشكلة السلاح دون معالجة هاجس الاحتلال الذي يعاني منه أبناء الجنوب، تحت حجة أن كل الأزمات والموبيقات التي يعيشها لبنان سببها السلاح، ويرى هذا الفريق أن بناء الدولة يبدأ بتسليم حزب الله لسلاحه.

وكي نكون واقعيين، فإن حزب الله يتحمل جزءا من المسؤولية، فدخوله اللعبة السياسية بكل تفاصيلها وتجلياتها جعله شريكا أساسيا بأخطاء وخطايا المنظومة، كما أن التفاعلات الاقليمية جعلت السلاح يدخل في تداعيات صراع الدول، إلا أن هذه الأخطاء لا تلغي التضحيات التي قدمها الحزب لأجل لبنان، وقد يكون الحل بحوار يتوصل لإطار وسط بين وجهتي نظر لكل منها حسابتها وأهدافها.

واليوم وكي لا تذهب أحلامنا التي استجدت مع انتخاب رئيس وتكليف رئيس مجلس وزراء لتشكيل الحكومة على حافة وطن جديد، علينا ممارسة الحد الأدنى من الواقعية، وأن يكون التغيير المأمول على مراحل وليس دفعة واحدة، لذا فإن التغيير يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الواقع، ويراعي الحساسيات والهواجس، وإلا فإنه سيكون مقدمة لأزمات جديدة ستجعلنا ندفع ثمنا كبيرا في الزمن القادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى