أبرز ما تناولته الصحف اليوم 5/12/2024
كتبت النهار
مع عودة سفراء المجموعة الخماسية الى مقارّهم في بيروت بعد عطلة الأعياد تكثر الأسئلة والاستفسارات اللبنانية عن الخطوات التي ستقوم بها في الأيام المقبلة، ولا سيما مع سريان معلومات تقول إنها ستنهي مهمتها في نهاية الجاري على أن تتحمل الكتل النيابية مسؤولياتها أمام استحقاق لم تنقصه اشهر أخرى من الشغور وسط كل الأزمات الأمنية في الجنوب، الى المالية وملف النازحين، التي تهدّد كلها استقرار البلد ومستقبله. وفي معلومات لـ”النهار”، ان السفراء سيعاودون تحريك ماكينتهم الرئاسية ولا يخفون أنهم وضعوا تاريخاً لتحركهم لتبيان حقيقة ما سيخلصون إليه سواء كانت النتائج إيجابية أم سلبية. ورغم كل المناخات غير المطمئنة نتيجة خلافات الكتل ثمة مسحة تفاؤلية يمكن الاعتماد عليها عسى أن تؤدي الى حدوث خرق يساعد في توجه النواب الى جلسة انتخاب حقيقية تنتج رئيساً على عكس كل الجلسات الأخيرة.
وفي اجتماعهم الأخير أعد السفراء تقريراً موحداً وافق عليه الجميع وأرسل كل منهم نسخة منه الى الدائرة المعنية في وزارة خارجية بلده، وتناول تفاصيل الحواجز والشروط المتبادلة التي تعترض انتخاب رئيس للجمهورية مع إظهار ما يريده كل فريق. وكان لافتا أنه لم يؤتَ على ذكر أي من الاسماء المرشحة سوى رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية. وجاء في متن نص التقرير الذي تلقته عواصم “الخماسية” أن شريحة لا بأس بها من النواب المسيحيين لا يريدون انتخاب الرجل ولا سيما من طرفي كتلتي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”. ولم تصل هذه الخلاصة الى أن فرنجية فقد حظوظه رغم الصعوبات التي يواجهها لا بل إنه لا يزال في مقدم المرشحين، ولم يُحذف اسمه رغم “الفيتوات” التي تعترضه من الداخل والخارج. ولم تتبنَّ السفيرة الأميركية ليزا جونسون ترشيحه، لكنها تتوقف أمام “صراحته” وتحدثه بلسان واحد من دون مواربة حيث يقدم فرنجية رؤيته المعروفة لعلاقته بـ”حزب الله” والرئيس السوري بشار الأسد، فضلاً عن مقاربته للحلول التي يضعها في أجندته حيال ملف عودة النازحين السوريين. ولا يعني هذا الكلام أن السفيرة جونسون تسوّق له مع وجود رأيين في الخارجية الأميركية حياله، إذ ثمة ديبلوماسيون يؤيدونه ولا يعارضون انتخابه، لكن الأكثرية ترفض حصول هذا الأمر لجملة من الأسباب. ويُنقل عن جونسون أنه من غير المنطقي أن يستمر لبنان من دون رئيس، وأن “شعبه يستحق حياة هانئة ومستقرة”. وتشير في الوقت نفسه الى أن جهات خارجية لا تقدم المطلوب لانتخاب الرئيس. وبعدما وصلت خلاصة تقرير السفراء الى بلدانهم بقيت قنوات التواصل مفتوحة بينهم الى أن تلقوا رسالة من واشنطن بواسطة جونسون قبل أيام في إضافة الى تقريرهم المشترك الذي أعدوه وتبنّوا مندرجاته معاً. وفي التفاصيل أن الأميركيين يبدون حرصاً واستعجالاً لانتخاب رئيس للجمهورية وأن هذه المراوحة بين الكتل واستمرارها في حفلات ردودها المتبادلة تضرّ بالاستحاق والبلد. ويظهر تلاقٍ واضح بين واشنطن والدوحة حيث تنشطان على موجة واحدة حيال ضرورة الإسراع في انتخاب الرئيس ولو أن الأخيرة لا تتبنى أياً من المرشحين المطروحين في الواجهة من عسكريين ومدنيين على عكس ما يجري تناقله.
ومن المقرر أن يلتقي السفراء عند جونسون في الأيام المقبلة لتقييم ما أنجزوه ومناقشة ما تلقوه من تعليمات من بلدانهم، على أن يزوروا بعد اجتماعهم الرئيس نبيه بري من دون لقاء الآخرين سوى قيام سفير واحد باسم المجموعة بزيارة رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع والحصول منه على تأكيد مشاركة كتلته في عقد جلسة تشاورية أو حوارية قبل أن يحدد بري موعداً لجلسة الانتخاب المنتظرة، على أن تحصل المجموعة على إجماع كل الأفرقاء من دون أي تلاعب بحضور تأمين ثلثي أعضاء المجلس أي ما لا يقل عن 86 نائباً لإتمام عملية الانتخاب. وعند تلمّس تحقيق هذا السيناريو من المقرّر أن يسبق هذه العملية حضور الموفد الفرنسي جان – إيف لودريان الى بيروت واجتماعه مع سفراء “الخماسية” على أن تكون مهمته تحت مظلة الأخيرة وأن لا يعكس موقف الإليزيه فحسب.
وفي خضم كل التحديات التي يعترف السفراء بوجودها سيستمرون في مساعيهم ولو أن أكثرهم يقولون إن “الوقت لم يعد يسمح باستمرار البلد من دون رئيس”. وهم يعملون على عدم ربط هذا الأمر بالحرب في غزة والمواجهات في جنوب لبنان. ولا تخفي دولة هنا أن الفرصة ما زالت متاحة لانتخاب رئيس أمام هذا المجلس، وإن لم يتمكن من ذلك فلتحصل انتخابات مبكرة وليتحمل الجميع مسؤوليتهم بعدم إجراء الانتخابات والارتدادات التي تخلفها على أكثر من مستوى. وفي موازاة انتظار ما سيبلوره سفراء “الخماسية” فهم على تواصل مع رؤساء الكتل ومتابعة مواقفهم حيث لا تنقطع مشاورات هؤلاء مع أكثر من فريق، ولو أن بعض اللقاءات تحصل بعيداً من الإعلام. ولهذه الغاية سيزورالرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الدوحة يرافقه نجله النائب تيمور ونائبان من “اللقاء الديموقراطي” في الأسبوع المقبل، وسيلتقون المسؤولين القطريين. وعلى لائحة الزوار في الأيام المقبلة النائب جبران باسيل وقائد الجيش العماد جوزف عون. ولم يتوضّح بعد ما إن كان جعجع سيحط في الدوحة أيضاً التي أبلغ سلطاتها بأن يمثله ثلاثة نواب من كتلته إن لم يقم هو بنفسه بهذه الزيارة. وكان معاون بري النائب علي حسن خليل قد افتتح موسم “الحج السياسي” الى الدوحة في الآونة الأخيرة، وهي تقول إنها لن تخرج عن الدور الذي تؤديه في إطار تعاون “الخماسية” ولو كانت على تنسيق خاص مع واشنطن من بيروت الى غزة وصولاً الى كابول.