في ظل التطورات الأخيرة بين لبنان وإسرائيل لم تقتصر مفاوضات ترسيم الحدود كونها صراعاً بين البلدين فقط بل أصبحت عبئًا على الأخيرة حيث تغلغل الصراع داخلها وصار بين معارض وموالي.
والآراء تتضارب حول مستقبل مجهول في جو تارة تسوده الطمأنينة وأخرى الزعزعة. خاصة بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد ملاحظات لبنان على نص مسودة الاتفاق التي قدمها الوسيط الأمريكي، آموس هوكشتاين.
ومع تسليط الضوء البارز على حقل كاريش فيذكر أنه للغاز Karish gas field، وهو حقل نفط وغاز طبيعي بحري على بعد 100 كم من السواحل الإسرائيلية على البحر المتوسط، ويبعد عن ساحل حيفا حوالي 75 كم. اكتشف الحقل في يوليو 2013. تقدر إحتياطيات الغاز المؤكدة في الحقل ب1.3 تريليون قدم مكعب.[
ومن جهته بنيامين نتانياهو زعيم المعارضة الإسرائيلي، اتهم الحكومة بالرضوخ لتهديدات حزب الله والتنازل عن كمية كبيرة من حقول الغاز.
كما وهدد بعدم الالتزام بالاتفاق في حال نجاح حزبه بانتخابات الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني وتوليه منصب رئاسة الحكومة.
أما عن وزير الدفاع بني غانتس فكان من مشجعي التوصل إلى اتفاق حيث قال: “من المهم القول إن اتفاق ترسيم الحدود البحرية المزمع بين إسرائيل ولبنان، في نهاية المطاف، اتفاق جوهره اقتصادي، وإذا تم التوقيع عليه، سنستفيد منه نحن ولبنان ومواطنوه الذين يعانون من أزمة حادة لسنوات قادمة”. كما أشاد بأهميته في تعزيز الاستقرار والردع وتضعيف على المدى البعيد اعتماد لبنان على إيران التي تزوده بالوقود والوسائل الأخرى.
بهذا يكون الوضع مجهولًا حتى الساعة وكله قول ورد بلا أفعال حاسمة مع العلم أن لبنان تبلغ مسبقا من الجانب الاميركي انه خلال الأيام المقبلة سيحصل ضخ عكسي للغاز من البر الى البحر في إطار الاعمال التجريبية في حقل كاريش ويأتي هذا من باب التنسيق كي لا يحصل اي رد فعل باعتبار ان إنتاج الغاز لم يبدأ بعد.