فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك: لماذا أثار غضب الإسرائيليين؟

في تحول تاريخي لمدينة نيويروك زهران ممداني بمنصب العمدة، ما يجعله أول مسلم وجنوب آسيوي يتبوّأ هذا المنصب.
إلا أن فوزه لم يمرّ دون جدل، خصوصًا من الأوساط المؤيدة لإسرائيل، التي عبّرت عن غضبها وإحباطها تجاه بعض مواقفه. في هذا التقرير، نسلّط الضوء أولاً على لماذا فاز، ثم لماذا خرجت هذه الغضبة، مع إبراز الأبعاد السياسية والهوية.
—
لماذا فاز زهران ممداني
1. قاعدة شعبية موسّعة
– ممداني استقطب قاعدة من الناخبين الشباب، والملونين، والمهاجرين، الذين يشعرون بأنهم ممثّلون بشكل أقلّ في مواقع السلطة.
– كان ملفّ التكلفة المعيشية (الإيجارات، المواصلات، الرعاية الطفل) في صلب حملته، ما لقي صدى لدى كثير من سكان نيويورك.
2. هوية سياسية وتحوّل في المشهد
– حملته دمجت بين الهوية (مسلم، مهاجر، جنوبي آسيوي) والسياسات التقدّمية، ما شكّل رسالة تغيّر-جيل.
– في مدينة تضمّ أكبر جالية يهودية خارج إسرائيل، ترشّحه استُقبل كمؤشر على تغيّر في التحالفات السياسية.
3. ترشّح ومشروع سياسي واضح
– دعم “الحافلات المجّانية” في المدينة، وزيادة الحدّ الأدنى للأجور، وتحكّم أكبر في الإيجارات، كلها سياسات جذبت الناخبين.
– قدرته على التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخلق حضور جديد في الحملة الانتخابية ساعدته على التفرّد.
—
لماذا غضبت الأوساط الإسرائيلية أو المؤيدة لإسرائيل؟
1. مواقفه من إسرائيل وفلسطين
– ممداني عرف بأنه من الداعمين لـ Boycott, Divestment and Sanctions (BDS) ضد إسرائيل، وهو ما أثار قلقًا لدى بعض القيادات اليهودية والنشطاء المؤيدين لإسرائيل.
– رفضه التوقيع على بعض القرارات الداعمة لإسرائيل، أو التي تحتفل بها، أثار موجة انتقادات.
– استخدامه أو ربطه بعبارات مثل «globalize the intifada» (تعميم الانتفاضة) ورفضه في البداية التخلي عن استعمالها أو إدانتها، اعتبره كثيرون دعوة ضمنية للعنف أو دعمًا له.
2. المخاوف من تغيّر السلامة والتمثيل اليهودي
– في مدينة يهودية كثيفة التواجد (نيويورك)، شعر بعض اليهود بأن مرشحًا بهذا التوجّه قد يقلّل من تمثيل مجتمعهم أو يعطي إشارات بأن موقفه من إسرائيل يأتي على حساب علاقتهم بالمدينة.
– خطاب Mamdani الذي ربط الشرطة الأميركية بـ Israel Defense Forces (مثلاً: “عندما يكون بوت الـ NYPD على عنقك، يكون مربوطة بـ IDF”) – بحسب أحد التقارير – أحدث قلقًا كبيرًا.
3. الرمزية والتغيّر السياسي
– فوزه شُرِّف من قبل بعض اليهود التقدّميين، لكن في المقابل اعتُبر بمثابة جرس إنذار من قبل الآخرين، بأن معايير واشنطن أو نيويورك تجاه إسرائيل قد تتغيّر.
– مثل هذه التغيرات تؤثّر في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية، وفي الموازين السياسية داخل أميركا بين مؤيدي إسرائيل ومن ينتقدها.
—
ماذا يعني هذا الفوز والموقف الإسرائيلي؟
– فوز Mamdani يُعدّ بمثابة نقطة تحوّل: من حيث التمثيل المذهبي والعرقي، ومن حيث أولويات الناخبين — إذ إن القضايا المحلية الاقتصادية والاجتماعية باتت تفوق في الأهمية بعض القضايا التقليدية مثل الشرق الأوسط.
– في المقابل، المواقف من إسرائيل والفلسطينيين أصبحت جزءًا من النقاش المحلي الأميركي، وليس فقط “قضية خارجية”. ما كان يُعدّ من “قضايا بعيداً عن العاصمة” أصبح حاضرًا في الانتخابات الحضرية.
– بالنسبة لإسرائيل، فالمعنى أنه قد يُصبح هناك رئيس بلدية في أكبر مدينة أميركية لا يُعتبر “صديقًا تقليديًا لإسرائيل”. وهذا يثير مخاوف من تغيّر الدعم أو العلاقة – ولو على المستوى الرمزي.
– لكن من منظور آخر، فهذا قد يشجّع حوارات أوسع داخل المجتمعات اليهودية والأميركية حول التنوع والتعددية، وعن كيف تُركّز السياسة المحلية مقارنة بالسياسة الخارجية.
فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك ليس مجرد تغيير شخصي، بل علامة على تغيّر أعمق في السياسة الأميركية: من حيث التمثيل والهوية ومن حيث الأولويات.
الغضب الإسرائيلي أو لدى مؤيدي إسرائيل يعكس قلقًا من أن هذا التغيّر قد يؤدّي إلى تغيير في “الخريطة الرمزية” للعلاقات، وليس بالضرورة تغييرات فورية في السياسات.
في المقابل، فالمعركة الانتخابية والسياق الذي حصل فيه يُبرز كيف أصبحت قضايا مثل فلسطين وإسرائيل أكثر حضورًا في السياسة المحلية الأميركية — وهو ما يفتح بابًا للنقاش والتحليل.
—
إذا تريد، أستطيع إعداد نسخة مُحسّنة للويب (SEO-optimized) مع كلمات مفتاحية عربية وإنجليزية، أو نسخة أطول تفصيلية تحتوي تحليلًا مقارنًا مع رؤساء بلديات آخرين — هل تحب أن أفعل ذلك؟







