أخبار خاصةالاخبار الرئيسيةمقالات

طوفان الأقصى… الذكرى التي غيّرت وجه الصراع مع العدو

كتب مبارك بيضون

السابع من تشرين الأول أصبح محفورًا في الذاكرة ومثبتًا في التاريخ من خلال المتغيرات التي فرضها على الاحتلال.
ففي هذا اليوم، استطاعت فلسطين أن تلعب لعبتها على المكشوف، وكشفت عورات العدو الإسرائيلي التي لم تكن لتظهر إلا من خلال عملية طوفان الأقصى، مؤكدة قدرة المقاومة على قلب المعادلات وكسر الهيبة التي اعتقد الاحتلال أنها ثابتة.

فما جرى في طوفان الأقصى لم يغيّر فقط موازين القوة الميدانية، بل هزّ أسس العقيدة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وفضح هشاشة ما كان يُسمّى بـ”الجيش الذي لا يُقهر”.
وعلى الرغم من الأثمان الباهظة التي دفعها الشعب الفلسطيني من دماءٍ ودمارٍ ومعاناةٍ منذ اليوم التالي لذلك الطوفان، فإن الحقيقة الساطعة تبقى أن ما حلّ بالكيان آنذاك شكّل انعطافة تاريخية في مسار المقاومة، ونقطة تحوّل في الوعي الجمعي العربي والعالمي تجاه طبيعة الصراع.

لقد بدّل الطوفان معادلات الصراع، وكسر هيبة الاحتلال، وضرب أمنه القومي والاقتصادي، وأظهر عمق انقساماته الداخلية.
واليوم، بعد مرور عامين على تلك العملية، تجد إسرائيل نفسها في عزلة دولية غير مسبوقة، وقادتها يلاحَقون في المحافل الدولية كمجرمي حرب، رغم ما يحظون به من غطاءٍ سياسي غربي تتقدمه الولايات المتحدة.

إن طوفان الأقصى الذي يدخل عامه الثالث سيبقى شاهدًا على قدرة المقاومة في قلب المعادلات، وسيظل يطارد كيان العدو مهما حاول التبجّح بـ”إنجازٍ هنا أو انتصارٍ هناك”، فـ للباطل جولة، وللحق جولات.

المشهد الذي شهده العالم لم يكن في الحسبان، بل لم يكن يومًا من الأيام متخيَّلًا أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه.
فالكيان الإسرائيلي، ومنذ نشأته عام 1948، لم يتوقف عن ارتكاب المجازر والإبادة بحق الشعب الفلسطيني، شعبٌ لم يعرف سوى الصبر والثبات رغم الجراح والدماء والمعاناة التي لا تنتهي.

ومع ذلك، فإن الفلسطيني ما زال صامدًا، يكابر على أوجاعه، ويصرخ من أجل كرامته وحقه في الحياة، متمسكًا بأرضه ومقدساته مهما طال زمن الاحتلال.
لقد بدا الحزن واضحًا على وجوه الفلسطينيين، لكن العزة والكرامة ظلّت عنوانًا لا يُمحى، وتكلّل هذا الثبات بإصرارٍ لا يلين على البقاء والمقاومة من أجل فلسطين.

أما على صعيد الميدان السياسي، فتتواصل جولات التفاوض غير المباشر بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي في شرم الشيخ لليوم الثاني على التوالي، بمواكبة مصرية وقطرية وأميركية.
وتتركز المباحثات على ثلاث قضايا أساسية:
1. تبادل الأسرى،
2. الانسحاب الإسرائيلي من مناطق محددة داخل القطاع،
3. ووقف إطلاق النار الشامل.

ورغم أجواء الحذر التي تسيطر على المفاوضات، فإن التجارب السابقة تؤكد أن العدو لا يُؤمَن جانبه.
وفي هذا السياق، صرّح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن “نهاية الحرب في غزة تقترب”، مضيفًا أن “إسرائيل حطّمت حركة حماس، وإن لم تُهزم بالكامل بعد، إلا أننا سنصل إلى ذلك قريبًا”.

زر الذهاب إلى الأعلى